يواجه النظام الصحي في السودان تحديات هائلة بسبب الصراعات المستمرة التي تشهدها البلاد، وهو ما أدى إلى تدهور كبير في الخدمات الصحية وانتشار العديد من الأوبئة والأمراض. وفقًا لتقارير وزارة الصحة الاتحادية ومنظمات الصحة العالمية، فقد تعرض أكثر من 30% من المستشفيات العامة للتدمير أو الخروج عن الخدمة منذ بداية النزاع في عام 2023. كما تأثرت العديد من المرافق الصحية الأخرى بالدمار والتخريب، مما قلل من قدرة النظام الصحي على تقديم الخدمات الأساسية للسكان.
وتفاقمت الأزمة الصحية بسبب انتشار الأوبئة مثل الكوليرا والحمى الضنك والملاريا، حيث سجلت البلاد أكثر من 48,000 إصابة بالكوليرا وأعداد كبيرة من حالات الحمى الضنك، إلى جانب 2.4 مليون حالة ملاريا. كما أُبلغ عن توقف مراكز غسيل الكلى في أكثر من 50% من المناطق المتأثرة بالنزاع، مما يضاعف معاناة المرضى.
العديد من المحطات الصحية تفتقر إلى الإمدادات الطبية الأساسية، بما في ذلك الأدوية والمعدات الضرورية، في ظل انهيار البنية التحتية الصحية بشكل عام. ومن جهتها، تعمل منظمة الصحة العالمية مع الحكومة السودانية لتقديم المساعدات الإنسانية، لكن الوضع الأمني الصعب يعيق العمليات الإغاثية في العديد من المناطق المتأثرة.