تقدم عسكري وتوترات إنسانية
في ظل استمرار الصراع الميداني في السودان، أعلن الجيش السوداني بالتعاون مع قوات “درع السودان” عن تحقيق تقدم استراتيجي جديد، حيث تمكنت قوة مشتركة من السيطرة على بلدة الفريجاب جنوب مدينة الحصاحيصا. الحصاحيصا، التي تُعد ثاني أكبر مدن ولاية الجزيرة، تمثل موقعًا استراتيجيًا يعزز من قبضة القوات السودانية على المنطقة، بعد نجاحها في السيطرة على مدينة ود مدني، العاصمة الإدارية للولاية.
هذا التقدم العسكري يُعد جزءًا من العمليات المستمرة للجيش لاستعادة السيطرة على مناطق حيوية في ظل الوضع الأمني المعقد الذي يشهده السودان. ومع ذلك، فإن هذا المشهد العسكري لا يخلو من التوترات الإنسانية، حيث برزت مؤخرًا تقارير حقوقية تحمل الجيش السوداني وحلفاءه مسؤولية هجمات ذات طابع عرقي استهدفت مدنيين في ولاية الجزيرة.
وقد ندد الجيش السوداني بما وصفه بـ”التجاوزات الفردية”، مؤكدًا التزامه بمحاسبة المسؤولين عن هذه الأفعال التي تعمّق معاناة السكان وتثير المزيد من الانقسامات في المجتمع السوداني. يأتي هذا التصريح في محاولة للتهدئة وتخفيف حدة الانتقادات الدولية والمحلية التي تلاحق القوات العسكرية على خلفية الانتهاكات الإنسانية.
بين مشهد التقدم العسكري وتعقيدات الوضع الإنساني، تظل ولاية الجزيرة نقطة محورية تعكس التحديات المركبة التي تواجه السودان في هذه المرحلة الحرجة من تاريخه. ومع استمرار المعارك والتوترات، تبقى الحاجة ماسة إلى حلول سياسية شاملة تنهي دوامة الصراع وتخفف معاناة المدنيين.